ما أجمل الطفولة...حيث تنبع البراءة

ما أجمل الطفولة...حيث تنبع البراءة
ما أجمل الطفولة...حيث تنبع البراءة

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

مجموعة كتب جديدة

اليكم مجموعة جديدة من الكتب الرائعة , تمنياتي لكم باوقات رائعة وقراءات جميلة وممتعة
وخير جليس في الزمان كتاب

اسم الكتاب : فجر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة




************************



اسم الكتاب : همسات للموظفين



********************

 
اسم الكتاب : فن التواصل مع الآخرين



************************


اسم الكتاب : فن التعامل مع عقارب الساعة



رابط القراءة هنــــــــــــــــــــــا
*********************


اسم الكتاب : جدد شبابك بالتطوع



رابط القراءة هنــــــــــــــــــــــا

********************

اسم الكتاب : صناعة الذات




رابط القراءة هنــــــــــــــــــــــا


*****************


اسم الكتاب : مختارات من كتاب وسائل المدرب الناجح


رابط التحميل هنــــــــــــــــــــــا

*********************

اسم الكتاب: كيف تحول الحصة المدرسية إلى متعة من خلال توظيف التقنيات الحديثة




رابط القراءة هنــــــــــــــــــــــا

*********************

اسم الكتاب : إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري


رابط التحميل هنــــــــــــــــــــــا

************************

اسم الكتاب: فن التأليف للكتاب و للخطبة وللمادة التدريبية


رابط التحميل هنــــــــــــــــــــــا

**********************

اسم الكتاب : تصحيح التلاوة .. طرق ومهارات


رابط التحميل هنــــــــــــــــــــــا


*************************

اسم الكتاب : رحلة نحو جزيرة التفوق




**********************
اسم الكتاب : لمن يريد النجاح فقط


رابط التحميل هنــــــــــــــــــــــا

****************************


اسم الكتاب : التفكير المثالي



رابط القراءة هنــــــــــــــــــــــا

***************************

اسم الكتاب : هكذا علمتني الغربة


رابط التحميل هنــــــــــــــــــــــا

****************************

اسم الكتاب : محطات - ضبط النفس



رابط القراءة هنــــــــــــــــــــــا


**********************************

اسم الكتاب : تحليل الشخصيات وفن التعامل معها




رابط القراءة هنــــــــــــــــــــــا


****************************

اسم الكتاب : الرسالة والرؤية


*************************





اسم الكتاب : عصرنا والعيش في زمان الصعب




***********************



اسم الكتاب: سر النجاح ومفتاح الخير والبركة والفلاح -كيف تكون ناجحا في أعمالك





*****************************


من أروع حكم الحياة

*القضاء على العدو ليس باعدامه وانما بابطال مبدئه.
....................

*تكلّم وانت غاضب, فستقول اعظم حديث تندم عليه طوال حياتك.
........................

*نحن نميل الى تصديق اولئك الذين لا نعرفهم, لانّهم لم يخدعونا من قبل.
......................

*لا تحاول ان تجعل ملابسك اغلى شيء فيك, حتى لا تجد نفسك يوما ارخص مما ترتديه.
......................

*وردة واحدة لانسان على قيد الحياة افضل من باقة كاملة على قبره.
....................

*الضربات القوية تهشّم الزجاج لكنّها تصقل الحديد .
....................

*لا احد يستطيع اهانتك الا بمساعدتك.
....................

*اقدام متعبة وضمير مستريح خير من ضمير متعب واقدام مستريحة.
.........................

*غالبا ما تكون الشجاعة نتيجة جهل والجبن نتيجة معرفة.
.....................

*الصمت اجابة بارعة لا يتقنها الكثيرون.

حكم من الحياة




*حكـــــــــم من الحيــــــــــــــــاة*
 



لـو لـم تـكـن الـحـيـاة صـعـبـة لـمـا خـرجـنـا مِـن بُـطـون امـهـاتِـنـا نـبـكـي
 
**************


لـو كـانـت الـحـيـاة وردة لـنـجـح الـجـمـيـع بـإسـتـنـشـاق رحـيـقـهـا

***********

لا تـتـخـيـل كـل الـنـاس مـلائـكـة فـتـنـهـار أحـلامـك ولا تـجـعـل ثِـقـتـك بِـهـم عـمـيـاء
لآنك سـتـبـكـي عـلـى سـذاجـتِـك


************
 إنَّ الـطُّـفـولـه فـتـرة مـن الـعُـمـر يـعـيـش بـهـا الإنـسـان عـلـى حِـسـاب غـيـره

***********

كـسـرة خـبـز لـيـسـت شـيـئـا مـهـمـا لـكـنـهـا مـع ذلـك تُـسـاوي كُـل شـيء
بـالـنِّـسـبـة لِـمُـتـشـرِّد يـتـضـور جـوعـاً


**************

مـا أجـمـل أن يـبـكـي الإنـسـان والـبـسـمـة عـلـى شـفـتـيـه وأن يـضـحـك
والـدمـعـه فـي عـيـنـيـه


************

إذا كـانـت لـك ذاكِـرة قـويـة ..... وذكـريـات مـريـرة فـأنـت أشـقـى أهـل الأرض

***********
لا تـكـن كـقـمـة الـجـبـل تـرى الـنَّـاس صـغـاراً ويـراها الـنَّـاس صـغـيـرة

************

لا يـجـب أن تـقـول كـل مـا تـعـرف ..... ولـكـن يـجـب أن تـعـرف كُـل مـا تـقـول

************

لـيـسـت الألـقـاب هـي الـتـي تُـكـسِـب الـمـجـد ..... بـل الـنَّـاس مـن يـكـسـبـون الألـقـاب مـجـداً

************

لـيـس مِـن الـصَّـعـب أن تُـضـحـي مِـن أجـل صـديـق ..... ولـكـن مِـن الـصَّـعـب أن تـجـد الـصَّـديـق
الـذي يـسـتـحـق الـتـضـحـيـة !
***********


الـحـيـاة مـلـيـئـة بـالـحِـجـارة فلا تـتـعـثـروا بِـهـا بـل إجـمـعـوهـا
وابـنـوا بِـهـا سُـلـمـاً تـصـعـدون بِـه نـحـو الـقِّـمـة

**************


مـن جُـن بـالـحُـب فـهـو عـاقِـل و مـن جُـن بِـغـيـره فـهـو مـجـنـون

*************


قـد يـبـيـع الإنـسـان شـيـئـاً قـد شـراه ..... ولـكِـن لا يـبـيـع قـلـبـاً قـد هـواه

***********


فـي لـحـظـة تـشـعُـر أنـك شـخـصٌ فـي هـذا الـعـالـم بـيـنـمـا يـوجـد
شـخـص فـي الـعـالـم يـشـعُـر أنـك الـعـالـم بـأسـره

***********
مـن أحـب الله رأى كـل شـئ جـمـيـلاً
************


حـيـاتـي الـتـي أعـيـشُـهـا كـالـقـهـوه الـتـي أشـربُـهـا عـلـى
كِـثـر مـا هـي مُـره فـيـهـا حـلاوه

***********


الـصداقـة كـالـمِـظـلـة كُـلـما إشـتـد الـمـطـر كُـلـما إزدادت الـحـاجـة لـهـا

********


لـيـتـنـا مِـثـل الأسـامـي لايُـغـيـرُنـا الـزَّمـن

**********


يـكـفـي أن يُـحِـبُـك قـلـبٌ واحـد كـي تـعـيـش

*********


كُـل شـيءإذا كـثـر رخـص إلا الأدب فـإنَّـه إذا كـثـر غـلا

********


كُـل شـيء يـبـدأ صـغـيـرا ثُـم يـكـبُـر إلا الـمُـصـيـبـه فـإنـهـا تـبـدأ كـبـيـرة ثُـم تـصـغُـر

*************



الـضـمـيـر صـوت هـادئ يُـخـبـرُك بـأنَّ أحـداً يـنـظُـر إلـيـك


***********


لا تـشـكـو للـنـاس جـرحـاً أنـت صـاحـبُـه ..... لا يـألـم الـجـرح إلا مـن بـه ألـم


************


لـيـس الـعـار فـي أن نـسـقُـط ..... ولـكـن الـعـار أن لا نـسـتـطـيـع الـنُّـهـوض


*********** 

الإنـسـان دون أمـل كـنـبـات دون مـاء ..... ودون إبـتـسـامـة كـوردة دون رائـحـة
الانـسـان دون إيـمـان وحـش فـي قـطـيـع لا يـرحـم



************


انه من الخـجـل التـعـثر مــرتين ..بـالـحـجــر نـفـســـه


************* 

لـذكــاء حــد ... لــكــــن لاحــدود للــغــبـــــاء


*************


طـعــنـــه الـعــدو تــدمـــي الجـســــد ... وطـعــنه الصــديق تــدمـــي الـقـــلب




الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

كتب رائعة للتاريخ

أحضرت لكم مجموعه كتب عن التاريخ ناااااااااااادر تجدوا مثلها

لانها لافضل المؤرخين عبر العصور

وإن شاء الله تستفيدوا منها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب : الوافي بالوفيات

المؤلف : الصفدي


للتصفح

للتحميل


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب : أسد الغابة
المؤلف : ابن الأثير


للتصفح

للتحميل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الكتاب : الإحاطة في أخبار غرناطة
المؤلف : لسان الدين ابن الخطيب


للتصفح

للتحميل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب : السلوك لمعرفة دول الملوك
المؤلف : المقريزي


للتصفح


للتحميل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب : السيرة النبوية
المؤلف : محمد بن اسحاق


للتصفح

للتحميل


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب : الكامل في التاريخ
المؤلف : ابن الأثير


للتصفح


للتحميل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب : المغازي
المؤلف : الواقدي


للتصفح


للتحميل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب : المقتبس من أنباء الأندلس
المؤلف : ابن حيان القرطبي


شخصيات لا تنسى

ابن رشد "الشارح الأكبر"



الذي لا ينسى

فيلسوف وعالم وطبيب ومفكر تبوأ مكانة مميزة بين أقرانه من العلماء، وله كنز ضخم من المؤلفات، تولى القضاء في كل من أشبيلية وقرطبة، وقام بشرح كتاب أرسطو فأجاد في ذلك، وأصبح له الفضل في انتشار فلسفة أرسطو بين دول أوروبا في العصور الوسطى، وأطلق عليه الشاعر الإيطالي دانتي لقب "الشارح الأكبر".



النشأة

هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، ولد عام 520هـ بقرطبة، وينحدر من أسرة عريقة في الأندلس، فكان جده أبو الوليد محمد بن رشد يتمتع بشهرة فائقة في كل من الأندلس وبلاد شمال إفريقيا وذلك نظراً لفتاويه وخدماته السياسية والاجتماعية فكان الناس يلجأون إليه لسداد رأيه وحكمته، وقد ولي الجد القضاء بقرطبة ومثلما كان الجد كان الوالد فقد تولى هو أيضاً منصب القضاء وكان له حظ وافر من العلم.



الحياة العلمية والعملية


جاء ابن رشد لينتهج منهج الجد والوالد في العلم والمناصب فدرس القرآن الكريم، ثم درس الموطأ للإمام مالك واطلع على فقهه، وحصل العلوم العربية والإسلامية، وأقبل على دراسة الطب على أبي جعفر بن هارون، كما درس الفلسفة والحكمة وعلم الكلام والرياضيات والمنطق وأنكب على الكتب يقرأ وينهل من العلوم المختلفة.


وقد اتصل ابن رشد بكبار مفكري وعلماء عصره مثل الفيلسوف والوزير ابن طفيل، وكان على صلة وثيقة بالطبيب ابن زهر، كما اتصل ابن رشد بأسرة الموحدين وذلك عندما رحل إلى مراكش عام 548هـ بناء على دعوة من عبد المؤمن بن علي أول ملوك الموحدين وذلك ليدلي برأيه في إنشاء عدد من المدارس بمراكش.

شرحه لكتاب أرسطو

ذاع صيت ابن رشد عقب قيامه بشرح كتب أرسطو، هذه المهمة التي أسندت إليه وأنجزها على أكمل وجه، وقد أخذت منه هذه الشروح الكثير من الوقت والجهد في سبيل إعدادها بشكل وافي متكامل، وساعد ابن رشد في إتمامها فهمه العميق لفلسفة أرسطو.


لم يكن ابن رشد يجيد اللغة اليونانية ولذلك لم يقرأ فلسفة أرسطو من مصادرها الأصلية، فقرأها من ترجمات غلب عليها التحريف والتشويه ولكنه تمكن بخبرته الفلسفية أن يتوصل إلى الكثير من الآراء الصائبة عن طريق المقارنة والمقابلة التي أجراها في سبيل فهمه لهذه الآراء والنصوص، وكان ابن رشد يتبع في شرحه مناهج معينة منها الشرح الأكبر وفيه أورد ابن رشد فقرة من كلام أرسطو وذكر شروحه عليها، أما المنهج الثاني فهو الشرح الأوسط وفيه اكتفى بعرض مطلع الفقرة فقط ثم بدأ في الشرح، أما الثالث فهو الشرح الأصغر وقام فيه بعرض كتاب أرسطو عرضاً حراً يحذف منه أو يضيف إليه، وفي الأخير قام بالموازنة بين كل من آراء أرسطو في الكتاب المشروح وآرائه هو في كتبه الأخرى، وخرجت شروحه في النهاية بعد الكثير من الجهد ليستفيد منها العالم بأسره.


واشتهرت شروح ابن رشد في غالبية الدول الأوربية، كما انتشرت فلسفته، وأطلق عليه دانتي في الكوميديا الإلهية لقب "الشارح الأكبر".



في رعاية الخليفة



كان لابن طفيل الطبيب والفليسوف الفضل في اتصال ابن رشد بالخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن والذي عرف عنه اهتمامه بالعلم والعلماء وتقريبهم منه، بالإضافة لاهتمامه بجمع كتب العلم والفلسفة من أقطار المغرب والأندلس.


تقرب ابن رشد من الخليفة أبي يعقوب والذي أراد اختباره ذات مرة في أحد المسائل الفلسفية، فارتبك أبن رشد في بادئ الأمر ثم طمأنه الأمير وفتح أمامه المجال للحديث، فانطلق ابن رشد في شرح ما سئل فيه، فنال إعجاب الخليفة الذي اسند إليه بعد ذلك مهمة شرح كتاب أرسطو، كما قلده منصب القضاء بإشبيليه عام 565هـ، وظل ابن رشد في هذا المنصب لمدة عامين قبل أن يعود مرة أخرى إلى قرطبة ويتابع شروحه في كتاب أرسطو.


حظي ابن رشد بمكانة مميزة عند الخليفة والذي كان يستعين به للقيام بعدد من المهام الرسمية، وفي إطار ذلك تنقل ابن رشد بين كل من مراكش وإشبيليه وقرطبه، مهمة أخرى أوكلها إليه أبو يعقوب عندما دعاه إلى مراكش ليكون طبيبه الخاص، ثم ولاه منصب القضاء بقرطبة.

كثرة الحاقدين


نال ابن رشد مكانة عظيمة في عصره وذلك لعلمه أولاً ثم المناصب التي تقلدها وقربه من الخليفة أبي يعقوب يوسف، واستمرت مكانة ابن رشد المميزة بل أنها زادت عقب وفاة الخليفة أبو يعقوب يوسف وتولي ابنه أبو يوسف المنصور الحكم، فقربه الأمير منه ورفعه وميزه، وكما زادت مكانة ابن رشد زاد الحاقدين والخصوم من الفقهاء الذين كانوا ناقمين على الفلاسفة والعلماء يريدون الإطاحة بهم وإبعادهم وذلك لكي يستعيدوا المكانة التي كانوا يحظوا بها أيام حكم المرابطين.


وقد ظل حقد هؤلاء يسعى وراء ابن رشد حتى نجحوا في الكيد له عند الأمير، واتيحت لهم الفرصة عندما حضر الخليفة المنصور إلى بلاد الأندلس لمحاربة جيوش ألفونس ملك الأسبان عام 591هـ ، وعندما وصل الأمير عقب انتصاره أمر باعتقال ابن رشد ونفاه إلى أليسانة وهي قرية كانت لليهود واحرق كتبه، وأصدر قراراً للمسلمين بمنع قراءة كتب الفلسفة أو التفكير في الاهتمام بها وهدد بمعاقبة من يخالف أمره.

وبعد أن نفي ابن رشد لفترة أصدر الخليفة قراره باستدعاء ابن رشد إلى مراكش والعفو عنه عام 595هـ إلا أن ابن رشد لم ينعم بالعفو كثيراً حيث جاءت وفاته في نفس العام، فدفن في مراكش ثم نقلت رفاته بعد ذلك إلى مسقط رأسه بقرطبة.

محنة ابن رشد


تباينت أراء المؤرخون حول الأسباب التي أدت لمحنة ابن رشد بعد المكانة التي حظى بها في عصره، فقد أرجع البعض سبب غضب الأمير عليه إلى تبسطه في الحديث مع الخليفة، وارجع البعض الأخر السبب إلى ميل ابن رشد إلى حاكم قرطبة والذي كان أخاً للمنصور أبي يوسف، وسبب أخر ذكره المؤرخون هو أن أعداء ابن رشد الذين حسدوه لمكانته ورفعته في بلاط الخليفة قد دسوا عليه بعض العبارات التي تشهد بإلحاده، فقيل أنه أنكر بعض ما ورد من القصص عن الأمم التي خلت وجاء ذكرها في القرآن الكريم.

ومما يؤكد الرأي الأخير أن المنصور عاد مرة أخرى فعفا عنه وأحسن إليه، ولو كان السبب في غضب الخليفة إليه يرجع لإلحاد ابن رشد وإنكاره لقصص الأولين التي وردت في القرآن الكريم ما كان عفى عنه الخليفة.


الإرث العلمي
ترك ابن رشد كم هائل من الكتب والمؤلفات والتي تعتبر إرث علمي قيم لمن يأتي من بعده من العلماء، قال ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء أنها خمسون كتاباً، وذكر رينان أنها ثمانية وسبعون بين كتاب ورسالة، وضاع جزء كبير من كتب ابن رشد نتيجة للزمن والمحنة التي مر بها ونتج عنها حرق عدد من كتبه وإتلافها.


وتنقسم كتب ابن رشد إلى قسمين الأول يضم شروحاته لأراء فلاسفة اليونان وكتبهم مثل أفلاطون، وجالينوس وأرسطو وبطليموس، أما القسم الثاني فيضم المصنفات المبتكرة في الفلسفة، وكتابه الكليات في الطب والذي أتى منافساً لكتاب القانون لأبن سينا.

نذكر من شروحاته وملخصاته: جوامع سياسة أفلاطون "تلخيص كتاب الجمهورية"، ومن الكتب المشروحة لأرسطو جامع الطبيعيات والإلهيات " لخص قسماً من الحيوان"، وتلخيص عدد من الكتب مثل المنطق، البرهان، السماع الطبيعي، السماء والعالم، العقل والمعقول، الكون والفساد، الآثار العلوية، الخطابة وكتاب الشعر، ما بعد الطبيعة، الأخلاق، النفس، وشرح عدد من الكتب مثل القياس، البرهان، النفس السماء والعالم، السماع الطبيعي، تفسير ما بعد الطبيعة، ومن الكتب المشروحة لإسكندر الفردوسي شرح مقالة في العقل.


وله العديد من الشروحات، والتلخيصات الأخرى مثل تلخيص كتاب الإلهيات لنيقولاس الدمشقي، تلخيص كتاب المجسطي في الفلك لبطليموس، تلخيص كتاب القوى الطبيعية وكتاب العلل والأمراض وكتاب الحميات وكتاب المزاج لجالينوس، وتلخيص المقالات الخمس الأولى من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، وتلخيص كتاب الأسطقسات لنفس المؤلف.


مقالة في ما خالف الفارابي لأرسطو في كتاب البرهان من ترتيبه وقوانين البراهين والحدود، الفحص عن مسائل وقعت في العلم الإلهي في كتاب الشفاء لابن سينا، الرد على ابن سينا في تقسيمه الموجودات إلى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته وإلى واجب بغيره وواجب بذاته، شرح أرجوزة ابن سينا في الطب، مختصر المستصفى للغزالي، شرح رسالة اتصال العقل بالإنسان لابن باجة.


أما كتبه التي ألفها في الفقه وعلم الكلام والمنطق والجدل الفلسفي فهي:فصل المقال وتقرير ما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، شرح عقيدة المهدي، الضروري في المنطق وغيرها الكثير.


تهافت التهافت
يعد كتاب ابن رشد "تهافت التهافت" هو أحد الكتب الهامة التي وضعها للرد على كتاب أبي حامد الغزالي "تهافت الفلاسفة" فقد وضع الغزالي كتاب "مقاصد الفلاسفة" والذي قام فيه بعرض مذاهب الفلاسفة والرد عليها وبيان تهافتها، ثم قام بتفنيدها في كتابه الأخر "تهافت الفلاسفة" والذي وصف فيه الفلاسفة بالتناقض في الرأي والظن السوء بالله، مظهراً قصورهم عن إثبات الحقائق نفسها بقوة البرهان، كما حاول إبطال ما يدعون وتوضيح ضعف عقيدتهم، وذلك بأسلوب جدلي يستند للدين أحياناً وللفلسفة أحياناً.


وقد رد ابن رشد على كل هذا من خلال كتابه "تهافت التهافت" فوصفه بالقصور والتشويش على الفلاسفة، فقد تحدث ابن رشد في هذا الكتاب عن التوفيق بين الدين والفلسفة وعن الفلسفة الطبيعية والفلسفة الإلهية، وقد استعمل ابن رشد نفس الاسم الذي استعمله الغزالي لكتابه إلا أنه لم يضفه إلى الغزالي فيقول "تهافت الغزالي" كما قال الغزالي "تهافت الفلاسفة" ولكنه اسماه "تهافت التهافت" لأن هذه التسمية قد تعني تناقض الغزالي في جانب من جوانبه.







شخصيات لاتنسى

في ذكراه الرابعة والأربعين


السياب مزيج من اليأس والشعر






بدر شاكر السياب


"جيكور" هي قرية صغيرة تقع بمنطقة أبو الخصيب جنوب البصرة بالعراق إلى جانب غيرها من القرى، ربما كان من الصعوبة أن يرد ذكرها في التاريخ لصغر حجمها وبساطة أهلها، ولكن قدر لهذه القرية الصغيرة أن يرتبط أسمها مع اسم واحد من أهم رواد الشعر الحر وهو بدر شاكر السياب والذي ولد بين أحضان "جيكور"، وترعرع بين ربوعها وحقولها، وجيكور هي كلمة فارسية تعني "بيت العميان".



والسياب هو أحد رواد الشعر الحر من أمثال نازك الملائكة، والذين تحرروا من القيود التي كانت تفرض في نظم القصيدة العربية، عبر في قصائده عن الصراع بين الخير والشر مستخدماً الرموز والأساطير، وعانى في حياته القصيرة التي امتدت على مدار 38 عام الكثير من المأسي والأحزان، إلى أن جاءت وفاته بعد صراع قاسي مع المرض في 24 ديسمبر 1964.


البداية

ولد بدر شاكر عبد الجبار بن مرزوق السياب كما سبق أن ذكرنا بقرية جيكور عام 1926م، وتنتمي عائلته للمذهب السني، وكان بدر هو الابن الأكبر بين أبناء شاكر عبد الجبار الثلاثة، توفيت والدته وهو في السادسة من عمره، فكانت أولى الصدمات التي عانى منها، جاء بعدها زواج والده مرة أخرى وانتقاله للعيش مع جدته لأمه.


تلقى السياب تعليمه الابتدائي بإحدى القرى القريبة من جيكور وتدعى "باب سليمان"، ثم تابع دراسته الثانوية في البصرة، وتفجرت الموهبة الشعرية لدى السياب صغيراً وربما ساعده في ذلك وجوده في طبيعة جميلة، فانطلق في كتابة الأشعار عن الطبيعة وعن مشاعره الخاصة.


التحق عام 1943 بدار المعلمين العالية ببغداد، وأقام بالقسم الداخلي ملتحقاً بفرع اللغة العربية، وانكب على القراءة، فقرأ لشارل بودلير الشاعر والناقد الفرنسي والذي يعد من ابرز شعراء القرن التاسع عشر، وتأثر السياب بهذا الشاعر فقدم قصيدته "بين الروح والجسد" وهي قصيدة ناهزت الألف بيت قام بإهدائها لروح بودلير، كما أكثر من الإطلاع على كل من الأدبين العربي والإنجليزي، خاصة بعد انتقاله إلى قسم اللغة الإنجليزية بدار المعلمين، وعقب تخرجه عمل السياب كمدرس للغة الإنجليزية بإحدى المدارس الثانوية.


حياة السياب صعوداً وهبوطاً


تعرض السياب خلال حياته لعدد من المأسي والأحزان التي تركت الكثير من الآثار في نفسه منها وفاة والدته وهو مازال في السادسة من عمره، وزواج والده مرة أخرى ثم وفاة جدته والذي كان شديد التعلق بها، ومصادرة أملاكها، وتعرضه لمشاكل مادية، ومما قاله في رسالة لأحد أصدقائه عن وفاة جدته والتي تركت وفاتها بالغ الأثر في نفسه " افيرضى الزمن العاتي، أيرضى القضاء أن تموت جدتي أواخر هذا الصيف فرمت بذلك أخر قلب ينبض بحبي؟ أنا أشقى من ضمت الأرض"


كما لعبت العواطف دوراً في حياة السياب فيأسه في إيجاد الحب وافتقاره للوسامة وعدم مقابلته لفتاة يحبها وتحبه كل هذا ترك في نفسيته شعوراً بالظلم والمرارة جعله يخرج انفعالاته من خلال الشعر، وإن كان السياب حاول أكثر من مرة أن ينعم بالحب، فأحب ابنة عمه وفيقة، وكان يذهب لمساعدة جده برعاية الماشية أملاً في الفوز بحب إحدى الراعيات البدويات، ثم جاء تعلقه في بغداد بإحدى زميلاته وتدعى لبيبة أو "ذات المنديل الأحمر" والتي قال فيها:


خـيـالك مـن أهـلي iiالأقـربين
أبّــــــر وإن كــــــان يــعــقـل
أبــي مـنـه جـردتـني الـنساء
وأمـي طواها الردي المعجل
وما بي من الدهر إلا رضاك
فـمـر حـمال فـالدهر لا يـعدل



ثم توالى حبه للكثير من الزميلات والفتيات والذي كان يعتبر كل واحدة منهم ملهمته، وجاء عدم توفيقه في حبه للشاعرة "لميعة" نظراً لاختلاف المذاهب الدينية لينفجر في نفسه الكثير من الحزن والمرارة فثار على العادات الاجتماعية الدينية وصب انفعاله هذا في قصيدته "أساطير" عام 1948 والتي قال فيها:


أساطير من حشرجات iiالزمان
نـــســيــج الــــيـــد iiالــبــالــيـة
رواهـــا ظـــلام مــن الـهـاوية
وغــــنــــى بــــهـــا iiمـــيــتــان
أسـاطـير كـالـبيد مــاج سـراب
عـلـيها وشـقـت بـقـايا شـهـاب
وأبـصرت فـيها بـريق الـنضار
يلاقي سدى من ظلال الرغيف
وأبـصـرتني والـسـتار الـكثيف
يـواريـك عـنـي فـضاع انـتظار
وخـابت مـنى وانتهى iiعاشقان




شعر السياب بالمقت لكل أشكال الظلم الاجتماعي والسياسي، فاتجه للسياسة يفرغ بها انفعاله وانضم إلى حلقات سياسية أثناء فترة تواجده بالجامعة فشارك في إضراب 1946 وتم فصله سنة من الجامعة على أثر ذلك، ثم عاود المشاركة مرة أخرى في المظاهرات مما أدى إلى سجنه، وبعد خروجه عاد لإكمال دراسته إلا انه ظل مشاركاً في التحركات السياسية حتى تخرجه.


الشعر في حياته

على الرغم من مشاركته السياسية وتعرضه للسجن إلا أن السياب لم يترك الشعر أبداً فكان يسري مع الدم في عروقه، وجاء تقديمه لديوانه الأول في القاهرة عام 1947 بعنوان "أزهار ذابلة" ويضم قصيدته "هل كان حباً" والتي أعتبرها السياب أول قصيدة في الشعر الحر، وقد وقع الخلاف بين كل من السياب ونازك الملائكة على من الأسبق في تقديم هذا النوع من الشعر والذي خرج فيه كليهما عن المألوف في أسلوب نظم القصيدة العربية، ومن المعروف أن الملائكة قدمت بدورها قصيدة "الكوليرا" والتي يقال أيضاً أنها أول قصيدة في الشعر الحر.


ويقول السياب في قصيدته "هل كان حباً"




هَـــــلْ تُـسـمّـيـنَ الــــذي ألــقــى هــيـامـا ii؟
أَمْ جـــنــونــاً بــالأمــانــي ؟ أم غـــرامـــا ؟


مـــا يــكـون الــحـبُّ ؟ نَــوْحـاً وابـتـسـاما ؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي
بـيـن عَـيـنينا ، فـأطرقتُ ، فـراراً بـاشتياقي
عـــن ســمـاءٍ لــيـس تـسـقـيني، إذا مـــا ii؟
جـــئــتُــهــا مــســتــسـقـيـاً ، إلاّ أوامـــــــــا




من الدواوين الشعرية التي قدمها السياب "أعاصير" والذي ظهر فيه اهتمامه بقضايا الإنسانية وقد حافظ فيه على الشكل العمودي للقصيدة، وبعد اتجاه للشعر الحر اتخذ من المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فقدم "الأسلحة والأطفال"، "المومس العمياء"، "حفار القبور" والتي قدمها في 299 بيت مزج بها الأسلوب القصصي بالوصف والمشاعر وكانت تجمع بين القضايا الاجتماعية والشعر الذاتي.


كما قدم السياب "أنشودة المطر" وهي واحدة من أروع قصائده، تم نشرها في مجلة الآداب، وهي القصيدة التي هيئت له الفوز بالجائزة الأولى في مسابقة مجلة "شعر" لأفضل مجموعة مخطوطة.




عـيـنـاكِ غـابـتا نـخـيلٍ سـاعـةَ iiالـسـحر
أو شـرفـتانِ راحَ يـنـأى عـنـهُما الـقمر
عـيـناكِ حـيـن تـبـسمانِ تُـورقُ الـكروم
وتـرقصُ الأضـواءُ.. كـالأقمارِ في iiنهر
يـرجُّهُ الـمجذافُ وَهْناً ساعةَ iiالسحر...
كـأنّـما تـنـبُضُ فــي غـوريـهما iiالـنجوم


وتـغرقان فـي ضـبابٍ مـن أسـىً شفيف
كـالـبحرِ ســرَّحَ الـيـدينِ فـوقَهُ iiالـمساء
دفءُ الـشتاءِ فـيه وارتـعاشةُ الـخريف
والـمـوتُ والـمـيلادُ والـظلامُ iiوالـضياء
فـتستفيقُ مـلء روحـي، رعـشةُ البكاء
ونــشــوةٌ وحــشـيـةٌ تــعـانـق الـسـمـاء
كـنـشوةِ الـطـفلِ إذا خــاف مــن iiالـقـمر


كـأنَّ أقـواسَ الـسحابِ تـشربُ الغيوم..
وقـطـرةً فـقـطرةً تــذوبُ فــي iiالـمـطر...
وكـركـرَ الأطـفالُ فـي عـرائش iiالـكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنــــــــــشــــــــــودةُ iiالـــــــمـــــــطــــــر
مــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــ ــــــــر
مــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــ ــــــــر
مــــــــــــــــــــــــــــطــــــــــــــــــــ ــــــــر



ثم قدم مجموعته "المعبد الغريق" وفيها انتقل من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي، ثم بدأ في التوغل في ذكرياته وأصبح شعره معبراً عن سيرته الذاتية فجاءت قصائد " منزل الأقنان"، و"شناشيل ابنة الجلبي"، "الهدايا"، "قيثارة الريح"، "فجر السلام".




عمل السياب كمدرس ثانوي في إحدى القرى، ثم سجن لفترة نظراً لتحركاته السياسية ضد النظام، وتم منعه إدارياً من التدريس لمدة عشر سنوات، وأثناء ذلك عانى السياب من اليأس والوحدة والفقر لفترات طويلة، فظهر شعره حزيناً يعكس حالته النفسية، وتنقل بين أكثر من عمل، فعمل كذواقة للتمر بالبصرة، كما عمل كاتب في شركة نفط بالبصرة، ومأمور مخزن لإحدى الشركات، كما عمل كصحفي ولم يترك الشعر للحظة حيث كان أداته في التعبير ما يدور في نفسه.


توترت الأوضاع في العراق في فترة الخمسينات، ونظراً لماضيه السياسي هرب السياب متخفياً إلى إيران ومنها إلى الكويت، والتي عمل فيها في إحدى الوظائف المكتبية بشركة كهرباء الكويت، ثم مالبث أن عاد مرة أخرى إلى بغداد وتم تعينه موظفاً بمديرية الاستيراد والتصدير العامة، وعقب عودته زاد في نظم أشعاره متأثراً بأحوال وطنه العراق، وتذكر قريته "جيكور" والتي ترمز لديه للبراءة والحب والطفولة فكان يلجأ إليها كثيراً أملاً في الراحة والسلام وللابتعاد عن قسوة المدينة ومما قاله في قريته الجميلة قصيدة "جيكور والمدينة"


وتـــلـــتـــف حـــــولــــي دروب الـــمــديــنــة
حـــبــالاً مـــــن الــطــيـن يـمـضـغـن iiقــلـبـي
ويــعــطـيـن عـــــن جـــمــرة فـــيــه طــيــنـة
حبالاً من النار يجلدن عرى الحقول الحزينة
ويــحــرقـن جــيـكـور فــــي قــــاع iiروحــــي
ويــــزرعـــن فــيــهــا رمــــــاد iiالــضـغـيـنـة
دروب تـــــقــــول الأســـاطـــيـــر iiعـــنـــهـــا
عـــلــى مـــوقــد نـــــام مـــــا عــــاد iiمــنـهـا
ولا عـــــاد مـــــن ضـــفــة الــمــوت iiســــار
كــــــــــــأن الــــــصــــــدى والـــســـكــيــنــة


تزوج السياب عام 1955 من السيدة إقبال وهي معلمة بإحدى مدارس البصرة الابتدائية، والتي أنجب منها أبنائه الثلاثة غيداء وألاء وغيلان، هذه السيدة التي أصبحت رفيقته في رحلته القصيرة مع الحياة والتي تحملت لحظات مرضه القاسية.


إقـبـال مــدي لــي يـديك مـن الـدجى ومـن iiالـفلاة
جـسـي جـراحـي وامـسـحيها بـالـمحبة iiوالـحـنان
بـــك أفـكـر لا بـنـفسي: مــات حـبـك فــي ضـحـاه
وطوى الزمان بساط عرسك والصبا في عنفوان




انضم السياب في عام 1957 إلى مجلة "شعر" اللبنانية والذي كان يحررها يوسف الخال فأصبح واحد من مجموعة كتابها من دعاة الشعر الحر، إلى جانب كل من أدونيس، وأنسي الحاج، وتوفيق الصايغ وغيرهم، واستمر حال السياب صعوداً وهبوطاً بين الفصل عن العمل والعودة إليه وبين السجن والخروج منه، حتى بدأت حالته الصحية في التدهور وأصبح يجد صعوبة في الحركة.


انتهت القصيدة



سافر السياب في الجزء الأخير من حياته إلي عدد من الدول العربية والأوربية وذلك لحضور مؤتمرات أدبية ومتابعة حالته الصحية وإجراء فحوصات وازداد إحساسه بالموت، فنظم قصائد يملؤها اليأس والألم، وتم نقله إلى الكويت ليتلقى رعاية طبية.


جاءت وفاة السياب في 24 ديسمبر 1964 بالكويت بعد معاناة شديدة مع المرض الذي شل قواه وانحل جسده خلال سنوات حياته الأخيرة، ثم نقل جثمانه إلى البصرة ليرجع إلى وطنه العراق مرة أخرى ولكن بعد أن ضمه تابوت خشبي.


عبرت قصيدته "سفر أيوب" عن محنته المرضية والتي قال فيها:



لـك الـحمد مـهما اسـتطال iiالـبلاء
ومـــهـــمــا اســـتـــبــدّ iiالألـــــــم،
لـــك الـحـمد، إن الـرزايـا عـطـاء
وان الـمـصـيبات بــعـض iiالـكـرم.
ألـــم تُـعـطـني أنــت هــذا iiالـظـلام
وأعـطـيـتني أنـــت هــذا الـسّـحر؟
فـهـل تـشكر الأرض قـطر iiالـمطر
وتـغـضب إن لــم يـجـدها الـغمام؟
شــهـور طـــوال وهــذي الـجـراح
تـــمــزّق جــنـبـي مــثــل iiالــمــدى
ولا يــهـدأ الـــداء عــنـد iiالـصـباح
ولا يمسح اللّيل أو جاعه بالردى.
ولــكـنّ أيّــوب إن صــاح iiصــاح:
"لــك الـحـمد، إن الـرزايـا نــدى،
وإنّ الــجــراح هــدايــا iiالـحـبـيـب
أضــــمّ إلــــى الــصّــدر iiبـاقـتـهـا،
هــدايـاك فـــي خـافـقـي لا تـغـيب،
هـــدايــاك مــقـبـولـة. iiهــاتــهـا!"


قدم السياب بالإضافة لدواوينه الشعرية عدد من الترجمات الشعرية منها عيون إلزا أو الحب والحرب عن أراغون، قصائد عن العصر الذري – عن ايدث ستويل، قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث، قصائد من ناظم حكمت.


ومن أعماله النثرية
 الالتزام واللاالتزام في الأدب العربي الحديث - محاضرة ألقيت في روما ونشرت في كتاب الأدب العربي المعاصر، ومن ترجماته النثرية ثلاثة قرون من الأدب، الشاعر والمخترع والكولونيل مسرحية من فصل واحد لبيتر اوستينوف، وقد شارك السياب في الكتابة في كل من مجلتي الآداب والحوار، كما قدم كتاب بعنوان "كنت شيوعياً" وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والاعترافات التي نشرها بإحدى الجرائد العراقية.

شخصيات لاتنسى

مارتن لوثر كينج


رجل حلم بالمساواة ومات في سبيلها





مارتن لوثر كينج


مناضل أمريكي ضد العنصرية حظى بشعبية كبيرة وارتبط اسمه بالدعوة للحرية ونبذ العنصرية، فاستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام، وتمر ذكرى ميلاد مارتن لوثر كينج في 15 يناير لنتذكر أحلامه والتي قال عنها "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".




وربما لو كان كينج حياً إلى يومنا هذا ورأى باراك أوباما يصعد ليحتل منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لغمرته السعادة لكون حلمه قد تحقق أخيراً وتم القضاء على العنصرية فها هو أمريكي إفريقي أسود يتولى رئاسة نفس الدولة التي وقف فيها مارتن لوثر مدافعاً عن حرية وحقوق المواطن الأسود.




عنصرية منذ الطفولة


ولد مارتن لوثر كينج في الخامس عشر من يناير 1929م وتم اغتياله في الرابع عشر من إبريل 1968 وما بين الميلاد والوفاة حياة حافلة قضاها لوثر مجاهداً ومدافعاً عن حقوق الأفارقة في الولايات المتحدة الأمريكية.


ولد لوثر بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية وتمتد جذوره إلى القارة الإفريقية، عمل والده راعياً في الكنيسة المعمدانية بأتلانتا، وكان أحد المشاركين في حركة نضال الأفارقة للدفاع عن حقوقهم، وحقوق الأقليات، هذا الأب الذي أكمل مسيرته الابن بعد ذلك فظل مارتن يجاهد حتى أخر حياته من أجل تحقيق المساواة والدفاع عن حقوقه وحقوق غيره من الأفارقة والأقليات.

ترسخ الشعور بالتفرقة العنصرية في عقل مارتن منذ الصغر والذي استشعره في كل شيء من حوله، فهو كطفل أسود يحرم عليه اللعب مع أقرانه من الأطفال البيض، بناء على توجيهات الأمهات البيض، ومن هنا كانت البداية فبدأ مارتن يفهم كيف تسير الأوضاع في دولة جلب أجداده إليها لكي يعملوا كعبيد للرجل الأبيض، فلا توجد مساواة أو حرية أو حقوق للمواطن الأسود.




وعلى الرغم من ذلك ناضل مارتن ليحقق لنفسه اسم في هذه الحياة، فاجتاز مراحله الدراسية بنجاح ثم التحق بمدرسة "بوكر واشنطن" الثانوية، وكان تفوقه فيها سبباً في التحاقه بالجامعة في عام 1942، فدرس بكلية "مور هاوس"، وتخرج منها عام 1948 حاصلاً على شهادته في الآداب ومتخصصاً في علم الاجتماع، وكان حينها في التاسعة عشر من عمره، وقد عمل مارتن كمساعد في كنيسة أبيه في عام 1947.


واصل مارتن دراسته فالتحق بالمدرسة اللاهوتية في بنسلفانيا ودرس بها ثلاث سنوات وحصل منها على شهادته العلمية، تبع ذلك حصوله على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن 1955.




وفي بوسطن تزوج مارتن من كوريتا سكوت، التي أنجب منها أبناؤه الأربعة.



بداية النضال



لاقى المواطنين السود في أمريكا كافة أشكال الاحتقار والإذلال فكانت الأولوية للبيض في كافة الأمور، ففي وسائل النقل تخصص لهم أماكن معينة للجلوس، وفي باقي المعاملات الحياتية يقيدون بقوانين معينة لا يستطيع أحد منهم تجاوزها وإلا ألقي القبض عليه.




بدأت شرارة النضال تشتعل بعد أن ضاق الأفارقة من كثرة الظلم والاضطهاد اللذين عانوا منهم، وتمثل احد أشكال الاضطهاد عندما رفضت سيدة سوداء تدعى روزا باركس التخلي عن مقعدها في الحافلة لرجل أبيض فألقت الشرطة القبض عليها بتهمة مخالفة القوانين.




هب لوثر للنضال من أجل الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطن الأسود ولكنه لم يتخذ من العنف وسيلة في سبيل الوصول لهدفه، بل سار على نهج الزعيم الهندي غاندي "الساتيا جراها" أو مبدأ اللاعنف أو المقاومة السلمية، والذي يعد وسيلة للضغط السلمي فيدعو هذا المبدأ إلى المقاطعة والاعتصام والامتناع عن الطعام أو العصيان المدني، وهو ما كان حيث دعا لوثر إلى مقاطعة لشركة الحافلات والتي يمثل الأمريكان الزنوج نسبة كبيرة من ركابها مما كان له بالغ الأثر على إيراداتها والتي تقلصت كثيراً، ودامت هذه المقاطعة حوالي 382 يوم، إلى أن أصدرت المحكمة العليا بأمريكا في 21 ديسمبر 1956 قرارها بعدم دستورية القوانين التي تعزل المواطنين السود في وسائل النقل، وأنه يجب أن يستقل المواطنين السود والبيض الحافلات على قدم المساواة.




وكان هذا أول انتصار حققه مارتن في حربه السلمية ضد التفرقة العنصرية، وفي سبيل ذلك تم اعتقاله أكثر من مرة وتعرض منزله للهجوم، ولكن في المقابل برز دوره كزعيم للزنوج.


من معركة لأخرى


انتقل كينج إلى معركة أخرى وهي حق المواطنين الأمريكان من ذوي الأصول الإفريقية في الانتخاب، فقام بمهاجمة كل من الحزب الجمهوري والديمقراطي في إحدى خطاباته مطالباً بحق السود الانتخابي، ونجح مارتن من تحقيق النجاح في هذه الجولة أيضاً فتم تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان الأفارقة في سجلات الناخبين في الجنوب.




في عام 1957 تم انتخابه رئيسا لمؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية، وهي منظمة تدعم حركة الحقوق المدنية، وهي منظمة أخذت مثلها العليا من المبادئ المسيحية، وحصل مارتن في نفس العام وهو في السابعة والعشرين من عمره على ميدالية "سينجارن" والتي تمنح سنوياً للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العلاقات العنصرية، وبحصوله عليها أصبح أصغر الأشخاص وأول قس يحصل على هذه الميدالية.


مظاهرات غاضبة


دعا مارتن للقيام بسلسلة من المظاهرات في برمنجهام أملاً في تغيير الأوضاع السائدة من عنصرية واضطهاد للسود، فقامت أولى مظاهراته الرمزية في الطريق العام، ولم تمر هذه المظاهرة بسلام فما لبث أن اقتحم رجال الشرطة المظاهرة بالعصي والكلاب البوليسة ووقعت الكثير من الاشتباكات بين الزنوج ورجال الشرطة البيض.



وعقب المظاهرة صدر أمر قضائي بمنع المظاهرات والاعتصامات وكافة أشكال الاحتجاج، فهب كينج معارضاً الحكم القضائي وقاد مظاهرة في برمنجهام وسار خلفه مئات المتظاهرين يرددون هتاف "حلت الحرية ببرمنجهام"، فتم إلقاء القبض عليه وأودع سجنا انفرادياً.




عقب خروجه من السجن استمر مارتن في تنظيم المظاهرات محاولاً تشكيل ضغط على البيض من أجل الجلوس للتفاوض، وبالفعل اجتمع الطرفين معاً وتم الاتفاق على عدة بنود منها إلغاء التفرقة وإقامة نظام عادل والإفراج عن المتظاهرين، إلا أن هذا الاتفاق لم يُفعل فقامت بعض الأفراد بإلقاء القنابل على منازل القادة الزنوج، ووقعت العديد من المصادمات، وتم إعلان حالة الطوارئ.





أعظم ثورات الحرية


وجاء عام 1963 ليشهد واحدة من أكبر الثورات التي شهدتها أمريكا فتجمع حوالي 250 ألف شخص منهم حوالي 60 ألف شخص من البيض واتجهوا نحو نصب لينكولن التذكاري للمطالبة بحقوقهم المدنية، وشهدت هذه المظاهرة إلقاء مارتن لأروع خطبه وأكثرها قوة " لدي حلم" وقال فيها "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم"، ووصف مارتن كينج المتظاهرين كما لو أنهم تجمعوا لاقتضاء دين مستحق لهم ولم تف أمريكا بسداده، وبدلاً من أن تفي بما تعهدت به أعطت الزنوج شيكاً بدون رصيد أعيد وكتب به إن الرصيد لا يكفي لصرفه.


طعنة أخرى سددت في قلب الحرية عندما ألقيت قنبلة على الكنيسة المعمدانية التي تزخر بتلاميذ من الزنوج يوم الأحد بمدينة برمنجهام، وحاول مارتن بأقصى جهد منع تفجر العنف عقب هذا الحادث البشع.


وخلال 11 عام ما بين 1957- 1968 لم يهدأ مارتن كينج في الدفاع عن الحقوق المدنية للزنوج الأمريكان، سافر فيها لأكثر من منطقة وألقى العديد من الخطب، وكانت له مشاركات فعالة في أي منطقة يوجد بها ظلم أو مظاهر للاحتجاج، وألف خمس كتب، وكتب العديد من المقالات، وقاد مظاهرات ضخمة جذبت اهتمام العالم كله، كما ألقي القبض عليه حوالي 20 مرة، وتعرض للاعتداء أكثر من أربع مرات.


وظل كينخ لأخر يوم في حياته حاملاً على كاهليه قضايا الزنوج ومشاكلهم مثل قضايا الفقر وأهمية إعادة توزيع الدخول بشكل عادل، والعنصرية والتفريق بين الرجل الأبيض والأسود.


تكريم وجوائز


نتيجة لجهود كينج في الدفاع عن الحرية والمساواة منحته مجلة "التايم" الأمريكية لقب رجل العام فكان أول زنجي يحصل على هذا اللقب وذلك عام 1963، وشهد عام 1964 حصوله على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، وكان بذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، والذي تبرع بقيمتها وتقدر بـ 54.123 دولار لدعم حركة الحقوق المدنية.


كما تم منحه درجة الدكتوراه الفخرية خمس مرات، ولم يصبح مجرد رمز لقائد الأمريكان السود، بل أصبح مثل عالمي في الدفاع عن الحرية ونبذ العنصرية.


وتم تكريمه من قبل الأمريكيين بإقامة نصب تذكاري له بالقرب من نصب لينكولن التذكاري والذي شهد إلقاء مارتن لأروع خطبه "لدي حلم".



اغتيال



تعرض مارتن للعديد من محاولات الاغتيال والتي لم تنجح أي منها في النيل منه وكانت واحدة منهم على يد إحدى السيدات في 19 سبتمبر 1957، عندما حاولت طعنة بفتاحة خطابات، وكاد مارتن أن يفقد حياته على إثرها، ولكن قدر له أن يحيا ليستمر في مقاومته للعنصرية.


ثم جاءت النهاية بولاية ممفيس في مساء الرابع من إبريل 1968 عندما تم اغتياله بطلقات رصاص أطلقها عليه أحد المتعصبين يدعى جيمس ارل راي أثناء وجوده في شرفة فندقه، وذلك أثناء تواجده بممفيس لتأييد إضراب" جامعي النفايات".


وحكم على القاتل بالسحن 99عاماً، وقد أفادت التحقيقات بعد ذلك عن أن هذا الاغتيال ربما يكون مدبراً وأن جيمس راي ما هو إلا مجرد أداة لتنفيذ الاغتيال.






شخصيات لا تنسى

موتسارت.. سيمفونية قصيرة جداَ





موتسارت




عندما نتحدث عن الموسيقى تصفو المشاعر وترقى الأحاسيس وترهف الأذان، وعندما نسمعها تسارع الذاكرة لتذكر عباقرة كان لهم عظيم الأثر على هذا الفن الراقي فنتذكر بيتهوفن، باخ، شومان، وموتسارت.



واليوم سوف نتحدث عن "موتسارت" أحد رواد التأليف الموسيقي الكلاسيكي خلال القرن الثامن عشر، في ذكرى ميلاده هذا الفنان الذي لم يقدر له أن يحيا في هذه الحياة طويلاً حيث توفى وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، إلا أن اسمه مازال خالداً متقدماً الصفوف بين غيره من عباقرة الموسيقي.





يمر هذا العام 253 عام على ميلاده في السابع والعشرين من يناير، وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات مازال العالم يتذكر اسمه كواحد من عظماء الموسيقى والذي كان لدخوله في عالمها أثر بالغ عليها.





نشأة الفنان


فولفغانغ أماديوس موتسارت ولد في السابع والعشرين من يناير 1756 بسالزبورج – النمسا، وتم تعميده بكنيسة روبرتس، والدته هي آنا ماريا، ووالده هو ليوبولد موتسارت، وكانت له أخت وحيدة كبرى هي ماريا آنا وتسمى "نانيرل".


لم يأتي عشق موتسارت للموسيقى من فراغ فقد كان والده عازف كمان، ومفوضاً لإدارة الاوركسترا لدى رئيس الأساقفة في سالزبورج، ومؤلفاً موسيقياً ومعلماً، قام بتأليف كتاب ناجح عن آلة "الكمان"، ظل يدرس في أوروبا لفترات طويلة.





طفولة موسيقية عبقرية



لم يدخر الأب جهداً في تعليم أبنائه هذا الفن الراقي، فبدأ في تعليم ابنته الكبرى دروساً في العزف وهي لا تزال في السابعة من عمرها، مما جذب انتباه الابن الأصغر موتسارت لهذه الآلات التي تصدر أنغاماً مختلفة فكان مستمعاً جيداً في الثالثة من عمره، وبدأ في تلقي بعض الدروس الموسيقية في الرابعة على يد والده، فعزف على البيانو والكمان، وفي سن السابعة بدأ في تأليف بعض القطع الموسيقية الخاصة به، ولحن أول أوبرا في الثانية عشر، وأظهر نبوغاً موسيقياً مدهشاً، فكان الطفل المعجزة أو الساحر الصغير الذي بهر النمسا وصفق له الملوك والأمراء.



قامت هذه العائلة الفنية الصغيرة بجولة في عدد من البلدان الأوروبية مثل ميونخ وفيينا وباريس ولندن وإيطاليا، وشاركت في الحفلات المختلفة، وخلال هذه الجولات قابل موتسارت العديد من الموسيقيين والذين تأثر بهم كثيرا كان على رأسهم جوهان كريستسان باخ.





عاد موتسارت مرة أخرى إلى النمسا، واستقر في سالزبورج، وعمل كموسيقي في قصر البطريرك، وألف عدد من المسرحيات الأوبرالية، ولكن كانت تطلعاته تفوق ذلك فقرر الانتقال إلى فيينا عام 1781عاصمة الموسيقى والأوبرا والمسارح، على الرغم من اعتراض والده الذي كان يرغب في بقائه بسالزبورج.





التألق في فيينا





في فيينا حقق موتسارت الكثير من النجاح وبدأ مرحلة جديدة في حياته أكثر تألقاً وأغزر أنتاجاً، وقام الإمبراطور النمساوي " جوزيف الثاني" بدعوته إلى القصر للتعرف عليه، وهناك قدم موتسارت أشهر الأوبرات، فقدم موسيقى أوبرا "زواج فيجارو" والتي لاقت نجاحاً باهراً، و"دون جيوفاني" والتي على الرغم من عظمتها إلا أنها كانت أقل نجاحاً من سابقتها لعدم فهم أهل فيينا لها ولكنها حققت نجاحاً مدوياً في براغ، كما قدم أوبرا "الناي السحري"، وألف العديد من السيمفونيات، والكونشيرتو، والأوبرا وغيرها، ونظم العديد من الحفلات التي عزف فيها على البيانو.



وعقب انتقاله إلى فيينا وبالتحديد في عام 1782 تزوج موتسارت من كونستانزي قيبر وأنجب منها ستة أطفال توفي أربع منهم.





موسيقاه



عرف عن موتسارت رقة مشاعره وأحاسيسه المرهفة والتي جاءت مقطوعاته الموسيقية خير دليل على ذلك، فتمكن من خلال إحساسه الموسيقي العالي وموهبته من ابتكار أفكار جديدة في الموسيقى الكلاسيكية، والتي سعى من اجل تطويرها، فتمكن من إبداع أسلوب خاص به يتسم بالوضوح والبساطة، بعيدا عن الأسلوب الإيطالي أو الفرنسي والذي يهتم بالناحية التمثيلية، بل حرص على تقديم موسيقى رفيعة المستوى، وجاءت معظم أوبراته باللغة الألمانية.



وكان لموتسارت تأثير عميق على فن الموسيقى الغربي للأجيال اللاحقة، فقام بيتهوفن بتأليف موسيقاه في ظل تركيبة موسيقية لموتسارت، وكتب عنه جوزيف هايدن والذي أعجب بعبقريته الموسيقية" أن الأجيال القادمة لن ترى مثل هذه الموهبة مرة أخرى لمدة مائة عام".



زخرت الجعبة الفنية لموتسارت بالعديد من المؤلفات الموسيقية والتي تنوعت ما بين 56 سيمفونية، 21 كونشيرتو بيانو، 19 سوناته بيانو، 15 أوبرا، والقداسات وغيرها الكثير، ونذكر من أهم أعماله الأوبرالية الخطف من السراي، زواج فيجارو، دون جيوفاني، هكذا يفعل الجميع، الناي السحري، جوبيتر، بالإضافة لعدد من الأوبرات على النمط الإيطالي مثل "ايدمينيو"، و"تسامح تيتو"، والعديد من القداسات.



الوفاة


جاءت نهاية موتسارت مؤلمة حزينة في الخامس من ديسمبر 1791 بفيينا وهو مازال في ريعان الشباب حيث توفى وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، مخلفاً ورائه زوجته وولديه، ووفاة شابها بعض الغموض، فقد حقق موتسارت خلال حياته الكثير من الشهرة نظراً لعبقريته الموسيقية وما قدمه من مؤلفات مميزة ذات طابع خاص، ونتيجة لذلك زاد أعداد الحاقدين عليه ومنهم المؤلف الموسيقي انطونيو ساليري، والذي قيل في بعض الروايات أنه كان وراء وفاة موتسارت، كما قيل عن اسباب وفاته أنه نتيجة لتراكم الديون عليه، وانصراف الجمهور عن موسيقاه في أخر أيامه أصيب بالأكتئاب الذي عجل بموته، ويقول البعض الأخر أن وفاته جاءت نتيجة لمرض غامض أصابه.



وعلى الرغم من فترة الحياة القصيرة لموتسارت إلا انه قدم خلالها أكثر من 600 عمل موسيقي، ويقال أنه توفي قبل إكمال تأليف موسيقى القداس الجنائزي "ريكويم"، هذا القداس الذي عكف على تأليفه بعد زيارة غامضة من رجل ملثم طلب منه أن يقوم بتأليف قداس موسيقي للموتي، وعلى الرغم من عدم إكمال موتسارت لهذا القداس إلا انه ألف الجزء الأكبر منه ومازالت موسيقاه تمثل واحدة من إبداعات موتسارت إلى يومنا هذا.



وعلى الرغم من القيمة الفنية الكبيرة لموتسارت والشهرة التي حققها والنجاح، إلا أن جنازته لم تتم بالمستوى الذي يليق به، ولم يشارك بها الكثير من الأشخاص، ودفن موتسارت بإحدى ضواحي فيينا بمقيرة سانت ماركس.

 


تخليداً لموتسارت



كتب عنه الشاعر الروسي الكبير "الكسندر بوشكين" نص قصير بعنوان" موتسارت وساليري" وجاء فيلم "أماديوس" عام 1984 ليقدم صورة عن حياته والظروف المحيطة بوفاته، وهو من إخراج ميلوس فورمان، وحصل على ثماني جوائز أوسكار، هذا الفيلم الذي صور انطونيو ساليري المؤلف الموسيقي قاتلاً لموتسارت نتيجة لحقده وغيرته من نجاحه وشهرته.



تحول المنزل الذي شهد مولد موتسارت في سالزبورج أو بالتحديد إحدى شققه إلى متحف وذلك لتخليد ذكرى هذا الموسيقار الكبير ويرجع هذا المنزل إلى القرن الثاني عشر، كما تعد قطعته الموسيقية "موسيقى ليلية قصيرة" من أبرز الأعمال الموسيقية التي تعزف في كاتدرائية القديس بطرس.



ويعتبر موتسارت علامة مميزة للنمسا فكلما ذكرت النمسا وفيينا ذكر اسم موتسارت كواحد من أشهر شخصياتها، وفي عام 2006 أقامت له مهرجاناً ضخماً للاحتفال بمرور 250 عاماً على مولده، فتزينت فيينا وأقيمت الاحتفالات حتى أن صورته طبعت على قطع الشيكولاته، فكان موتسارت قريباً دائماً من الشعب وتعبر موسيقاه عنهم.

شخصيات لاتنسى

عبد الرحمن الرافعى.. بين الوطنية والتأريخ للحركة القومية




عبدالرحمن الرافعي


عبد الرحمن الرافعي شخصية مصرية هامة، عندما يذكر اسمه نتذكر معه حياة حافلة جمعت بين شقيها الوطنية والتاريخ، فيأتي عبد الرحمن الرافعي لينضم لفئة المؤرخين الذين سعوا من أجل المحافظة على التاريخ، فدون فترات هامة منه وأصدر العديد من المؤلفات القيمة في ذلك، فقدم سلسلة حول تاريخ مصر بدءاً من عهد الحملة الفرنسية، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، هذا إلى جانب كونه أحد زعماء الحركة الوطنية بمصر، ويأتي اليوم الثامن من فبراير ذكرى ميلاده لنتذكر احد شخصيات مصر الثرية.



النشأة والعائلة


ولد الرافعي في الثامن من فبراير 1889 بحي الخليفة بالقاهرة، والدته هي السيدة حميدة محمود رضوان توفيت وهي مازالت شابة فلم تتجاوز الخامسة والثلاثين، وكان عبد الرحمن حينها في الرابعة من عمره، ويفتتح الرافعي كتابه "مذكراتي" بالحديث عنها، أما والده فهو الشيخ عبد اللطيف الرافعي يرجع أصله إلى الحجاز فهو من سلالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولذلك سمي بالفاروقي وهو من علماء الأزهر، تولى مناصب القضاء في عدد من المدن المصرية، وعمل مفتياً لثغر الإسكندرية وبقي في هذا المنصب حتى إحالته للمعاش، وكان لعبد الرحمن ثلاث أشقاء أحمد، أمين، وإبراهيم.



تشكل وطنيته


بدأ الوعي الوطني يتشكل في عقل الرافعي تدريجياً وبداية من سن الخامسة عشر فمن خلال تردده على احد قهاوي رأس التين وقراءة الصحف اليومية مثل صحيفة اللواء لمؤسسها الزعيم الوطني مصطفى كامل بدأت تتكون عنده خلفية عن أوضاع البلاد السياسية، ودعم هذا أحاديث أستاذه في المدرسة الثانوية والذي كان احد الوطنين ويدعى عثمان بك لبيب، فكان يلقي على أذان الطلبة الأحاديث الوطنية ويحفز فيهم الحس الوطني ويطعن في سياسة الإنجليز.


ازداد الوعي الوطني للرافعي عقب دخوله مدرسة الحقوق، فبدأ في قراءة الصحف بتمعن ووعي أكبر، كما تشكلت اجتماعات بين الطلبة للحديث عن السياسة وأحوال البلاد في ظل الاحتلال البريطاني، وأصبحت "قهوة الحقوق" بشارع عابدين مقر رسمي يلتقي فيه الرافعي مع أصدقائه للحديث وقراءة الصحف مثل المؤيد، واللواء والأهرام.

وكان الرافعي أثناء دراسته في الحقوق أحد أعضاء نادي المدارس العليا، والذي أفتتح عام 1906، وكان يجمع بين أعضاؤه الطلبة والخريجين وقد ساعدت الاجتماعات التي كان يعقدها في زيادة النضج العلمي والثقافي للشباب المشاركين به، وقد ظل الرافعي أحد أعضاؤه إلى أن أغلق بأمر السلطة العسكرية عام 1914، كما كان الرافعي أحد أعضاء الحزب الوطني.




مصطفى كامل قدوة الطلبة

يقول الرافعي عن جريدة اللواء "أنها كانت بمثابة المدرسة بالنسبة له والتي تلقى عنها مبادئه الوطنية"، وكان صاحبها مصطفى كامل مثل أعلى للرافعي وغيره من الطلبة في معاني الوطنية، وكان أول لقاء بينه وبين مصطفى كامل في عام 1906 عندما سمع حديثه أثناء إضراب طلبة الحقوق، وتردد الرافعي كثيراً على جريدة اللواء ليقابل كامل ويستمع لأحاديثه والتي غرست في نفسه مبادئ الوطنية.


وفي عام 1907 عرض عليه الزعيم مصطفى كامل إرساله في بعثة صحفية إلى باريس للتخصص في الصحافة عقب حصوله على إجازة في الحقوق، ولكن توفي الزعيم عام 1908 قبل تخرجه من المدرسة، وكان لوفاته اثر رهيب على الرافعي وكل طلاب المدارس العليا والثانوية وشارك الجميع في تشييع جنازته، واعتبر هذا اليوم يوم حداد عام في جميع المدارس.


وينعكس مدى تعلق الرافعي بمصطفى كامل من خلال كتابه عام 1939، والذي قام الرافعي بإهدائه إليه قائلاً " إلى من كانت حياته للأمة بعثاً وطنياً، من كان لي أبا روحياً، وسأبقى له تلميذاً وفياً من علمني أن الحياة بغير المثل العليا، عرض زائل، وعبث ضائع، إلى مصطفى كامل اهدي كتاب "مصطفى كامل" هدية الوفاء إلى روحه العظيمة".


أولى مقالاته


عقب وفاة الزعيم مصطفى كامل تولى محمد فريد زعامة الحركة الوطنية، وبدأت علاقة الرافعي تتوطد به فتلقى عنه المبادئ الوطنية مثلما تلقاها من مصطفى كامل، وبدأ يكتب في "اللواء" في عهده وهو مازال طالباً في مدرسة الحقوق، وكانت أولى مقالاته في الصحف تحت عنوان "تبدد الشعور الوطني وتجمعه" بعد وفاة مصطفى كامل بشهر، ومما قاله فيها عن وفاة الزعيم:


"كانت وفاته كشعلة من نار مست الشعور الوطني وأصابت منه موضع الإحساس والتأثر، فأنفجر وظهر بمظهر لم يكن احد منا يتنبأ به ولا يزال في نمو وازدياد".



الحياة العملية


قيد الرافعي بجدول المحاماة عقب تخرجه ولم يكن قد بلغ العشربن بعد، وعمل بالمحاماة في أسيوط شهراً واحداً حيث تدرب في احد مكاتب المحاماة، ولم يشعر الرافعي بالارتياح في ظل عمله بالمحاماة فتطلع لعمل أخر يتفق مع أماله وطموحه، وتحقق هذا عندما دعاه محمد فريد للعمل بالصحافة كمحرر بجريدة اللواء.


انطلق الرافعي في مجال الصحافة فكان يكتب المقالات ويترجم إلى اللغة العربية مقالات إسماعيل شيمي بك أحد أعلام الحركة الوطنية، وكان محمد فريد يثني كثيراً على كتابات الرافعي، مما شكل دعم وتحفيز له.


مقالاته



مال الرافعي في كتابته لمقالاته إلى أسلوب المقالات المتسلسلة والتي تتحدث عن موضوع واحد، وكان هذا بداية لميله إلى التأليف، حيث وجد أن المقالة الواحدة لا تتسع للموضوع الذي يفكر فيه، وكانت أولى سلسلة لمقالاته كانت عن الدستور، وجاءت بعنوان "أمالنا في الدستور"، ثم توالت مقالاته بعد ذلك عن الحياة الاقتصادية والخطر الذي يهددها، وعن الاحتلال السياسي والاقتصادي، والانقلابات الاقتصادية وغيرها.


وكان الرافعي أحد أعضاء الحزب الوطني اللذين تطوعوا للتدريس بمدارس الشعب وهي مدارس ليلية أنشأها الحزب الوطني لتعليم الفقراء والعمال مجاناً، وكانت مدارس الشعب هذه هي من ألهمت الرافعي فكرته لتأليف كتاب "حقوق الشعب" والذي جاء عبارة عن سلسلة دروس ومحاضرات لتفهيم الشعب حقوقه وواجباته.


مساهماته الوطنية واعتقاله



شارك الرافعي في العديد من المؤتمرات الوطنية باعتباره أحد أعضاء الحزب الوطني، وكانت هذه المؤتمرات تعقد سنوياً وتجتمع بها الجمعية الوطنية للحزب ويستعرض فيها محمد فريد تطورات الحركة الوطنية.


وصحب الرافعي محمد فريد إلى أوروبا في سبتمبر 1911 لحضور مؤتمر السلام بروما، وفي خلال هذه الرحلة زار عدد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا والنمسا وكتب خلال سفره عدد من المقالات سجل بها مشاهداته وخواطره أثناء السفر، كما أرسل عدد من المقالات أثناء سفره وتم نشرها منها "الوطنية والإنسانية وكيف يفهمونها في أوروبا"، و"يومان في مجلس المبعوثان" وغيرهما.




بعد اشتعال الحرب العالمية الأولى في يوليو 1914 أعلنت السلطة العسكرية البريطانية الأحكام العرفية على مصر أثر دخول تركيا الحرب ضد الحلفاء، وفي ديسمبر 1914 أعلنت الحماية البريطانية على مصر، وتولت السلطة العسكرية حكم البلاد في هذه الفترة وبدا اضطهاد الحزب الوطني ومطاردة رجاله فضبطت أوراقه ودفاتره، وتم مطاردة رجاله واعتقالهم، ونفي عدد منهم، وكان الرافعي من ضمن الأعضاء الذين تم اعتقالهم في أغسطس 1915، وأودع سجن الاستئناف بباب الخلق، ثم تنقل بين السجون هو ومن معه من المعتقلين الوطنين حتى أفرج عنه في النهاية بعد عشرة أشهر من الاعتقال في يونيو 1916.


شارك الرافعي في ثورة 1919 والتي اشتعلت جذوتها عقب اعتقال الزعيم سعد زغلول وشارك فيها جموع الشعب المصري عامة في تضامن رهيب، وعلى هامش الثورة وقعت مظاهرات بالمنصورة قتل فيها 19 من المتظاهرين، وكان الرافعي احد المهددين بالضرب بالرصاص من قبل قائد القوة العسكرية البريطاني في حالة حدوث المزيد من المظاهرات في المنصورة، وكان الرافعي حينها في القاهرة ولكنه لم يخشى التهديد وقرر الذهاب للمنصورة متضامناً مع الشعب وتحمل مشاق السفر النهري، لأن السكك الحديدية بين المدن قد قطعت هي وباقي وسائل المواصلات.



ومن المواقف السياسية للرافعي معارضته لمعاهدة 1936 والتي اعتبرها تضليل للأمة، وقام بوضع بحث مفصل في مساؤي المعاهدة وإظهارها على حقيقتها وجاء البحث تحت عنوان "استقلال أم حماية" وتم نشر رسالته في الأهرام في 26 ديسمبر 1936.




في البرلمان


تم انتخاب الرافعي نائباً في البرلمان عن دائرة المنصورة عام 1924، وذلك في تأييد شعبي كبير له، متفوقاً على مرشح الوفد، وكانت هذه هي أول انتخابات تم إجرائها تبعاً لدستور 1923، وتولى رئاسة المعارضة بمجلس النواب على نهج مبادئ الحزب الوطني، ووقعت بعض المصادمات بينه كزعيم للمعارضة وبين أعضاء حزب الوفد.


جاءت بعد ذلك استقالة سعد زغلول من رئاسة الحكومة، فتألفت وزارة زيور باشا وصدر مرسوم بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة، وتمكن الرافعي من الفوز بالانتخابات مرة أخرى عام 1925، إلا أن المجلس حل في نفس يوم انعقاده.


وحدثت حالة من عدم الاستقرار في الحياة النيابية في الفترة اللاحقة وعطلت لحوالي ثمانية أشهر، وانسحب الرافعي من الترشيح لمجلس النواب، وظل بعيداً لمدة 13 عام ثم ما لبث أن عاد مرة أخرى كعضو منتخب بمجلس الشيوخ عام 1939 وظل به حتى انتهت عضويته عام 1951م.




تأريخ الحركة القومية


عشق الرافعي التاريخ وأبرز أهمية أن يتعلم الشعب بمختلف طبقاته تاريخ بلاده، ومن هنا يفهم الشعب بلده ويقدرها حق قدرها، ويربط بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وجاءت الفترة التالية في حياة الرافعي متفرغاً فيها لتاريخ الحركة القومية لمصر الحديثة، بداية من أواخر القرن الثامن عشر، وكانت البداية مع " تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر " ويتضمن كفاح الشعب ضد الحملة الفرنسية.

وكان ظهور الجزء الأول لكتابته في التاريخ عام 1929، وجاء هذا الجزء يضم دراسة نظام الحكم في عهد المماليك والحالة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد قبل مجيء الحملة الفرنسية، ثم أسبابها ومقدماتها ووقائعها وأحداثها.


ثم تتابعت الأجزاء المشتملة على تاريخ مصر فأصدر الجزء الثاني في أواخر ديسمبر 1929، متضمناً تاريخ مصر القومي من إعادة الديوان في عهد نابليون إلى جلاء الفرنسيين، ثم ارتقاء محمد علي الكبير عرش مصر، ثم توالت إصداراته بعد ذلك فقدم "عصر محمد علي"، ثم "عصر إسماعيل"، ثم "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي"، و"مصر والسودان"، ثم كتابي "مصطفى كامل"، و"محمد فريد"، ثم كتاب "ثورة 1919" وصدر عام 1946 في جزأين، ثم "في أعقاب الثورة المصرية" وجاء في ثلاث أجزاء وضم الأول تاريخ مصر القومي من نهاية الثورة وحتى وفاة الزعيم سعد زغلول، وأشتمل الجزء الثاني على تسلسل الأحداث من وفاة سعد زغلول وحتى وفاة الملك فؤاد الأول 1936، وأعقبه الجزء الثالث من صعود الملك فاروق عرش مصر وحتى عام 1951.


المناصب التي شغلها


شغل الرافعي خلال حياته العديد من المناصب نذكر منها اختياره وكيلا لنقابة المحامين 1939، وعين وزيرا للتموين في وزارة ائتلافية عام 1949، وتم اختياره نقيبا للمحامين عام 1954، كما كان عضواً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ومقرراً للجنة التاريخ والآثار به.



مؤلفاته


قدم الرافعي العديد من المؤلفات منها أولى مؤلفاته عام 1912 "حقوق الشعب"، تبعه بكتاب أخر عام 1914 عن التعاون الزراعي وكان أول كتاب ظهر عن التعاون في مصر، ثم كتاب "الجمعيات الوطنية" 1922، ثم قدم مؤلفاته الهامة والتي أرخ فيها لتاريخ الحركة الوطنية في فتراتها المتعاقبة لمدة ثلاثين عاماً، فقدم مجموعة من الكتب في تاريخ مصر الحديث منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى وفاته، كما قدم كتاب "مذكراتي" في الفترة ما بين 1889 – 1951، "مجموعة أقوالي وأعمالي في البرلمان"، "بحث وتحليل معاهدة 1936".


الوفاة


جاءت وفاة الرافعي في الثالث من ديسمبر 1966، بعد حياة حافلة بين الوطنية والتاريخ، ويذكر أنه تم تكريمه فحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1960.


وكان الرافعي قد تزوج من السيدة عائشة محمد المعايرجي وهي ابنة خاله عام 1920، وكان حينها في الحادية والثلاثين من عمره.